أنيريديا

ما هو مرض الأنيريديا؟
أنيريديا (باليونانية) تعني حرفيا "غياب القزحية" (الجزء الملون من العين).
من بضع سنوات عندما تم تسمية هذا الظاهرة بأنيريديا لم يؤخذ في الحسبان أن هذا الاسم سيطلق على أحد الأعراض فقط، ولن يعكس جوهر المرض.
نعلم اليوم أن عدم وجود القزحية ليست سوى الجانب الثانوي من انعدام القزحية، وأنها لا تعكس أهم جوانب هذا المرض التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان أكبر للرؤية، وتعتبر انعدام القزحية هي واحدة من الأمراض النادرة. لماذا؟
أولا، تم تحديد نسبة ولادة أطفال بمرض انعدام القزحية هي 1 إلى 50،000 (100،000) حسب البلد، مع الأخذ في الحسبان عدم وجود أعراض جنسية أو علامات.
ثانيا، تكمن ندرة انعدام القزحية في أن الشخص المصاب يمكن أن يجمع بين العديد من الأعراض، مثل الجلوكوما، والكتاركتا وإعتام عدسة العين، تنكس القرنية وضعف في الرؤية.
علاوة على ذلك، من الممكن أن يصاحب أنيريديا أعراض الـ(WAGR) وهو نوع من الاضطرابات نادر جدا وهى اختصار لـ(ورم ويلمز، انعدام القزحية، تشوهات بولية وتناسلية وتأخر النمو).
أو أعراض جيليسبى، أو التخلف العقلي أو مرض السكري أو مرض التوحد أو بعض الاضطرابات الحسية.
ويمكن تحديد إذا كان طفلك مصاب بأحد هذه الأعراض المصاحبة عن طريق بعض الاختبارات الجينية الخاصة (انظر انعدام القزحية هو مرض معقد والجينية انعدام القزحية الخلفية).
انعدام القزحية هو مرض العين ويصيب الطفل في مرحلة تكوين الجنين فهو موجود مع الولادة ويؤثر على هيكل العين، ويحدث هذا نتيجة قصور في الجين الخاص بالعين (PAX 6) الموجود بالكروموزوم الحادي عشر، وينتج عن هذا القصور ليس فقط خلل في القزحية بل والقرنية وعدسة العين والشبكية والعصب البصري (العصب البصري الذي يحمل النبضات من مركز البصر بالدماغ).
درجة القصور في هيكل العين يختلف اعتمادا على المريض.
مظاهر العين في المرضى الذين يعانون من انعدام القزحية يشمل حساسية للضوء، وفي كثير من الأحيان رأرأة (حركة لاإرادية للعين)، وانخفاض الرؤية والحول (انخفاض الرؤية دون عيب خلقي واضح أو مرض)، عتامة القرنية، والمياه الزرقاء، وتشوهات بالعدسة أو في شبكية العين وبالعصب البصري.
العديد من المرضى يشتركون في تعبيرات مميزة للوجه مع فتحة العين وتجاعيد على الجبين، كل ذلك يأتي نتيجة للنظر في الضوء. والطفل كثيرا ما تنظر بتهجم أو يعمل على غلق عينيه.
في حالة إصابة بأنيريديا تكون القرنية بدون أوعية دموية، وذلك بسبب إفرازات شفافة في الجزء الأمامي من العين. وتنمو مجموعة من الأوعية الدموية على القرنية، ويطلق عليها pannus.
إن زاوية الكاميرا الأمامية هي جزء العين بين القرنية والقزحية الذي يقوم بتجفيف السائل داخل العين وتحافظ على المستوى القياسي للضغط. تؤثر أنيرديا على هذا الجزء من العين وتمنع خروج السائل من العين، ليؤدي الضغط المتزايد داخل العين إلى الزرق.
أما عدسة العين، فهي عبارة عن بنية ثنائية التحدب وراء القزحية تقوم بتركيز الأشعة الضوئية الداخلة إلى شبكية العين التي تحول هذه الإشارات الضوئية إلى إشارات كهربائية وتقوم بإيصالها إلى المخ من خلال الأعصاب البصرية. في حالة الإصابة بأنيرديا قد يحدث انتقال عدسة العين من الوضع الطبيعي، وعادة قد تصبح عدسة العين الشفافة مانعة للضوء، وهو ما يسمى إعتام عدسة العين.
النقرة هي منطقة الشبكية المسؤولة عن وضوح الرؤية وقد تكون ضعيفة، وهو ما يسمى نقص نمو النقرة الموجودة بشبكية العين ويؤثر على النظر. وقد يكون هناك أيضا نقص نمو العصب البصري، مما يزيد من إضعاف النظر. 
لا شك أن كل هذه التشوهات والمشاكل الوظيفية تؤدي إلى تدهور النظر ورأرأة العين (حركة لاإرادية للعين) والحول إلخ.
وتعد أنيريديا مرضا خلقيا قد ينتقل بالوراثة من أحد الوالدين (الأنيرديا الوراثية) أو تظهر بشكل مفاجئ بدون إصابة أي من الوالدين بها، وهو ما يسمى أنيريديا ذات ظهور متقطع.