الزرق

الزرق هو مرض ناتج عن خلل في هيدروديناميك العين (سائل العين). ويتسبب الزرق في ارتفاع الضغط داخل العين الذي يؤدي إلى ضيق مجال الرؤية وتدهور النظر المركزي وضمور العصب البصري. ويؤدي المرض إلى العمى التام. ويعتبر أن 20 % من الأكفاء فقدوا بصرهم بسبب الزرق.
وقد يظهر الزرق بعد الميلاد مباشرة. وفي حال عدم إجراء العلاج الجراحي في موعده، قد يفقد الطفل البصر خلال أسبوعين أو ثلاثة. وقد يتطور الزرق عند الكبار بعد سن الـ40. وتبلغ نسبة إصابة الكبار 1 أو 1.5 %.
وهناك اشتباه في الزرق في حالات يعاني المصاب بأنيريديا فيها من ضغط مرتفع داخل العين.
وفي العين الطبيعية يسيل السائل الذي ينتجه الجسم الهدبي الواقع وراء القزحية، إلى الأمام إلى الغرفة الأمامية عبر الأنسجة التي يطلق عليها الشبكة التربيقية. وفي حال وجود خلل، لا يخرج السائل أو يخرج بصورة سيئة، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط.
إذا ظل الضغط داخل العين مرتفعا، قد تتضرر خلايا الشبكية التي تلتقط صورا بصرية، وأيضا العصب البصري الذي ينقل الصورة إلى المخ. وتسمى هذه الإصابة "نزيف" العصب البصري.
وفي حال إصابة مزمنة للعصب البصري يحدث فقدان البصر. وغالبا ما يبدأ فقدان البصر من المناطق الجانبية من العين. إذا استمرت العملية، يصبح وسط حقل النظر مهددا لاحقا. ولحسن الحظ توجد طرق للعلاج تسمح بمراقبة الضغط داخل العين.   
يعد الضغط داخل العين وحدة مستقرة نسبيا تتراوح بين 9 و22 ملليمتر من الزئبق. ويتردد الضغط داخل العين خلال اليوم في الحدود بين 2 و6 ملليمترات. غالبا ما يرتفع في الصباح وعند امض العين، وينخفض أثناء النوم. ويضمن الضغط داخل العين المقاومة من العيون وإفراز سائل العين.
يتم إفراز سائل العين أو الرطوبة المائية بواسطة زوائد الجسم الهدبي. وإلى جانب دعم الضغط داخل العين، تشمل وظائف سائل العين تغذية العدسة البلورية والقرنية اللتين لا توجد بهما أوعية. ويشمل سائل العين كلوريدات وحمضي اللبنيك والأسكوربيك، وكمية بسيطة جدا من البروتين.
إذا انخفضت إفرازات سائل العين يحدث انخفاض ضغط العين. وقد يحدث انخفاض إفراز الرطوبة المائية في التهاب الغطاء الوعائي للعين (التهاب القزحية و التهاب الجسم الهدبي) وغيبوبة كوسماول وغيبوبة الفشل الكلوي في حال انخفاض حاد ومزمن لضغط الدم. قد يؤدي استمرار انخفاض ضغط العين إلى تقليص حجم العين وضموره.
تؤدي زيادة إفراز سائل العين إلى ارتفاع الضغط داخل العين. عادة نلاحظ ذلك عند الإصابة بأنيريديا. وغالبا ما يحدث ارتفاع ضغط سائل العين بسبب خلل في تصريفه. بعد إفراز سائل العين بواسطة زوائد الجسم الهدبي، يدخل إلى الكاميرا الخلفية للعين الواقعة بين العدسة البلورية والقزحية. وينتقل السائل عبر بؤبؤ العين إلى الكاميرا الأمامية من العين الذي تحده القرنية من أمام والقزحية والعدسة البلورية من الخلف.
يحدث تصريف سائل العين في الكاميرا الأمامية من العين. وفي منطقة القرنية يوجد حفر، وهو قناة شليم. ويكون مدخل القناة مغلقا بتجعد النسيج الضام يطلق عليه التربيق. وتحت تأثير الضغط يتجعد التربيق إلى القناة ويتفلتر عبره سائل العين إلى قناة شليم. وتقع فوق قناة شليم ثمرة من الصلبة تلتحم بها القزحية والعضلة الهدبية. وفي الحالة الطبيعية يحدث تصريف سائل العين إلى قناة شليم ثم إلى النظام الوريدي. وقد يحتوي سائل العين على عناصر مختلفة تغلق الثغرات في التربيق وتتسبب في خلل في تصريف سائل العين.      
علاج الزرق في حالة الإصابة بأنيريديا
العلاج بالأدوية يلعب دورا هاما في علاج الزرق، وقد يسمح بخفض الضغط داخل العين وتحسين وضوح القرنية. وأحيانا يمكن الحفاظ على الضغط داخل العين على مستوى منخفض لفترة طويلة باستخدام الأدوية، ولكنه يجب إجراء عملية في أغلب الأحيان.
بعد أغلب العمليات يمكن المريض العودة إلى بيته بعد ساعتين تقريبا. وعليه الذهاب إلى الطبيب يوميا لإجراء فحوصات. وفي أغلب الأحيان يتم تحديد العلاج بالأدوية لإسراع النقاهة. وغالبا ما يتم استخدام القطرات.
وتستغرق النقاهة الكاملة ما بين أربعة وستة أسابيع.
وبالنسبة للأطفال الصغار يتم وضع ضمادة على عيونهم من أجل أمانهم.
وخلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بعد العملية يجب تفادي أي حمل على العيون.
والجدير بالذكر أن الزرق قد يتكرر، ولذلك يجب على المصابين بأنيريديا قياس الضغط داخل العين بانتظام.  الزرق