الأنيريديا – مرض خلقي

تحدث الإصابة بمرض الأنيريديا بسبب عيب في الجين PAX6 الموجود بالجزء العلوي القصير من الكروموزوم الحادي عشر. ويوجد بهذا الكروموزوم قسمان هما p وq، علما أن p أقصر وq أطول. ينظم الجين PAX6 تطور العين والجهاز العصبي المركزي، وأيضا البنكرياس والأمعاء.
قد تؤدي التغيرات في الجين PAX6 إلى تراجع طفيف لحدة البصر وعدد من أمراض العين أو حتى إلى الانعدام الكامل للعين. وعلاوة على ذلك، قد يعاني المصابون بالأنيريديا من عيوب الجهاز العصبي وخلل في الأيض، بما في ذلك البدانة ومشكلات أخرى في الأيض.
ينتقل الجين PAX6 بالوراثة بشكل مهيمن، مما يعني أن نسخة واحدة من الجين المشوه تكفي للإصابة بالمرض. قد يموت الطفل عند الولادة أو يعاني من تشوهات جسيمة مثل انعدام العينين أو أذن كبيرة أو عيوب في الأنف أو السمع أو تخلف المخ أو تشوه عظام الجمجمة. وقد يتمثل تشوه الجين PAX6 إما في انعدام الكروموزوم الحادي عشر الذي يحتوي عليه بالكامل، إما في تغيير مكونات الجين، مما يخل بأداء وظائفه بشكل طبيعي.
لدى كل إنسان نسختان من كل جين يرث إحداهما من الأم والثانية من الأب. إذا كانت إحدى النسختين طبيعية والأخرى غير طبيعية، والإنسان بصحة جيدة، فيظهر الجين النموذج الرجعي للوراثة. يعني ذلك أن نسخة غير طبيعية واحدة لا تكفي للإصابة بالمرض. إذا كانت لدى الإنسان نسخة طبيعية وأخرى غير طبيعية، وهو يصاب بالمرض، فيظهر الجين النموذج المهيمن للوراثة. يعني ذلك أن النسخة غير الطبيعية كافية للإصابة بالمرض.
ويمكن الجين PAX6 أن يفسر نحو 80 % من إجمالي حالات الأنيريديا، فيما يبقى سبب الـ20 % المتبقية سرا. ورجح علماء طب وعلاج الجزئيات في كندا أن الجين NR2E1 ينظم تطور عين الإنسان أيضا، وأن الخلل في وظائفه قد يؤدي إلى الأنيريديا.
هناك بضعة أنواع الأنيريديا حسب نموذج الوراثة:
- الأنيريديا العائلية (الجسمية المهيمنة) هي أكثر أنواع الأنيريديا انتشارا، واحتمال إصابة الطفل يبلغ 50 %.
- الأنيريديا المتقطعة: يعد هذا النوع من الوراثة هو الثاني انتشارا. يتمتع الوالدان هنا بصحة جيدة، ولا توجد لديهما عيوب في الكروموزومات. تعرض الطفل للتشوه في الجين PAX6 قبل بدء الحمل أو بعده بقليل. سبب تشوه الجنين غير معروف حتى الآن.
- متلازمة واجر هي نوع جديد من الأنيريديا المتقطعة يختلف عن الأنواع المنتشرة في أن التشوه يشمل الجين PAX6 وبعض الجينات المجاورة في الجزء القصير من الكروموزوم الحادي عشر. من المعروف الآن أن انعدام الجينات (جزء من الجين) لدى المصابين بواجر يغطي مناطق 11p13 التي تحتوي على الجين المانع للورم أو الجين WT1. يؤدي غياب أليل WT1 واحد في الخط الجنسي لهؤلاء الأشخاص إلى خطر عال (حوالي 45 %) للإصابة بورم وليامز عبر الطفرات الجسدية. وعند الإصابة بورم وليامز غالبا ما تصاب كلى واحدة فقط (عند 86 % من المرضى) أو الكليتان (6 %)، فيما يعاني 8 % من المرضى من أورام متعددة في كلى واحدة.   

.    
- وإلى جانب الأنيريديا وأورام وليامز ، قد يعاني الأطفال المصابون بواجر من عيوب جهاز البول والإعاقة الذهنية. وبينت دراسات الوراثة الخلوية أن هؤلاء المرضى يعانون من حذف في الجزء القصير من الكروموزوم الحادي عشر الذي يشمل دائما المنطقة 11p13. وتم إثبات أن الحذف في هذه الحالة عبارة عن عدد محدد من

الجينات المجاورة التي تشمل جين الأنيريديا PAX6  أو الجين المانع لورم وليامز وجين WT1 إلخ.
يجب إجراء اختبارين وراثيين لمراجعة متلازمة واجر. أولها "تحليل الوراثة"، وهو من الاختبارات الرئيسية في اختبار الكروموزومات.
يتسم كل جسم بتشكيلة معينة من الكروموزومات التي يطلق عليها النموذج الوراثي. يتكون النموذج الوراثي من 46 كروموزوم، 22 x 2 كروموزوم جسمي وعدد 2 كروموزوم جنسي. عدد 2 كروموزوم X بالنسبة للمرأة (النموذج الوراثي 46, XX) وكروموزوم X واحد بالنسبة للرجل وآخر Y (النموذج الوراثي 46, XY). وتوجد بكل كروموزوم جينات مسؤولة عن الوراثة.
تحليل الوراثة هو دراسة لعدد وبنية تشكيلة الكروموزومات (النموذج الوراثي)، وهو يسمح باستبعاد مشكلات وراثية محتملة للزوجين، لأنه في بعض الدول من المعتاد أن يجري الجميع هذا التحليل قبل الزواج.
يظهر النموذج الوراثي الطبيعي للمرأة XX في الكروموزوم الـ46، وXY بالنسبة للرجل. هذا التحليل الطبيعي لتشكيلة الكروموزومات يحدد عدد الكروموزومات وبنيتها بدقة 99.9 %. وغالبا يجري تحليل الكروموزوم بواسطة تحليل الدم (الكرويات البيضاء) والعينة الخلقية وعينة الجلد وغيرها من العينات.
في بعض الحالات، لا تكفي هذه الدراسة لخروج بنتيجة حول النموذج الوراثي. وفي هذه الحالة تستخدم الطرق المتعلقة بالجزئيات والوراثة الخلوية وخاصة التهجين الوميضي الموضعي (FISH). وتسمح طريقة FISH بتحديد البنية الأرق لبعض المناطق في كروموزومات محددة ودراسة منطقة كروموزومات ما في أنسجة (أعضاء) مختلفة على وجه السرعة، ودراسة جزئيات الكروموزوم الحادي عشر المتعلقة بمتلازمة واجر. إنها تكنولوجيا جديدة تستخدم لاكتشاف التشوه في منطقة الكروموزوم الحادي عشر الذي يحتوي على الجين PAX6.
ويجري الاختباران على عينة الدم. 
ويمكن إجراء اختبار وراثي بمركز علوم الطب والوراثة بأكاديمية العلوم الطبية الروسية عند دكتورة العيون والوراثة خليبنيكوفا أولجا فاديموفنا.
http://www.ophthalmogenetics.ru/
متلازمة غيليسبي هي نوع نادر جدا من الأنيريديا نسبته 2 % من إجمالي الإصابات، وهو ينتقل بالوراثة وفقا للنموذج  الجسمي الرجعي بدون ملامح الأنيريديا عند أي من الوالدين. وهناك خطر الإصابة بنسبة 25 % تقريبا لأبناء مثل هذين الوالدين. لا توجد القزحية لدى هؤلاء الأطفال، ولكن لها حدودا واضحة. وعلاوة على ذلك، هناك إعاقة ذهنية ورنح مخيخي (خلل في تنسيق الحركات).
يعود خطر إصابة أشقاء المصاب بالأنيريديا إلى الحالة الجينية لوالدي الطفل.
إذا كانت لدى والدي الطفل المصاب الأنيريديا المنعزلة أو تشوه في الجين PAX6، فهناك احتمال 50 %. وإذا لم تكن لدى الوالدين مثل هذه الأمراض، فاحتمال الإصابة ضئيل جدا.
وقد يرث كل نسل للمصاب بالأنيريديا المنعزلة تشوه الجين PAX6 والأنيريديا المتنامية باحتمال 50 %.   
في الوقت الحالي، يعمل عالمان هما إليزابيث سيمبسون من كندا وجيمس لاوديربال من الولايات المتحدة على دراسة تطبيق العلاج الوراثي عند الأنيريديا. تثير هذه الأبحاث أملا لدى العديد من المصابين بالأنيريديا. 

http://pfond.cmmt.ubc.ca/aniridia/experts/specialization/gene-therapy/